استخدم الأطباء “لصقات الخلايا الجذعية” لعلاج طفل مصاب بأمراض القلب الخلقية لأول مرة، وهو تقدم قد يؤدي إلى إجراء جديد لإصلاح الحالة دون الحاجة إلى العديد من عمليات القلب المفتوح.
وتعرف عيوب القلب الخلقية بأنها شذوذ شائع يظهر عند الأطفال حتى قبل ولادتهم. وأوضح باحثون في جامعة بريستول في المملكة المتحدة أن هذه الحالات الشاذة تشمل عيوبا في صمامات قلب الطفل والأوعية الدموية الرئيسية في القلب وحوله وتطور الثقوب في القلب.
ويعد الطفل المولود بعيب في القلب أول مريض تم تسجيله يحصل على حقن الخلايا الجذعية لترميم قلبه بعد الجراحة. ويبلغ الطفل الآن، المسمى فينلي، عامين. ويعمل أطباؤه الآن على تطوير نسخة مُحسَّنة من علاج الخلايا الجذعية لإصلاح قلوب المزيد من الأطفال في المستقبل.
ووُلد الطفل فينلي بعيب خلقي يسمى “تبديل الشرايين الكبيرة”، ما يعني أن الشريانين الرئيسيين اللذين كان من المفترض أن تنقل الدم من قلبه قد تغير موقعهما.
وأوضح العلماء أن اللصقات التي تم تطويرها، تحتوي على خلايا جذعية متبرع بها يمكن خياطتها في القلب أثناء الجراحة. وعلى عكس البقع الاصطناعية القياسية أو صمامات القلب البديلة، من الناحية النظرية، لن تحتاج هذه اللصقات إلى الاستبدال كل مرة كلما كبر الطفل.
وقال الباحثون إن اللصقات يمكن أن تساعد في تقليل أو القضاء على حاجة الأطفال للخضوع لعمليات القلب المفتوح المتكررة.
وفي التطور الجديد، استخدم الأطباء رقعة جديدة من الخلايا الجذعية يزعمون أنها تصلح التشوهات في الأوعية الدموية الكبيرة التي تتحكم في تدفق الدم من القلب إلى الرئتين وتعالج الثقوب بين غرفتي الضخ الرئيسيتين في القلب.
وتم تصميم هذه اللاصقات لتخيط منطقة قلب الطفل التي تحتاج إلى إصلاح أثناء الجراحة.
وتعزز الخلايا الجذعية الموجودة في هذه اللصقات إصلاح أنسجة القلب دون أن يرفضها جسم الطفل.
والخلايا الجذعية هي خلايا غير متمايزة في الجسم يمكن أن تتطور إلى أنواع محددة من الخلايا ذات وظائف متخصصة في الظروف المناسبة.
ووفقا للعلماء، تتمتع لصقات الخلايا الجذعية بالقدرة على التكيف والنمو مع قلب الطفل مع تقدمه في السن، ما يلغي الحاجة إلى جراحات القلب المتكررة.
وثبت أن اللصقات آمنة في الحيوانات، وبمنحة مالية من مؤسسة القلب البريطانية، يهدف الدكتور ماسيمو كابوتو، أستاذ جراحة القلب الخلقية في جامعة بريستول، إلى إطلاق تجارب سريرية على الأشخاص في غضون عامين، وفقا لبيان جامعة بريستول.
وفي حالة فينلي، حصل الطفل على الخلايا الجذعية “لأسباب إنسانية”، وليس كجزء من تجربة إكلينيكية، ولم يتلق اللصقة التي طورها كابوتو حاليا، وبدلا من ذلك، تلقى حقنة من الخلايا الجذعية أثناء خضوعه لجراحة القلب المفتوح الثانية.
وإذا ثبت نجاحها في التجارب السريرية واسعة النطاق، يعتقد العلماء أن العلاج التجريبي يمكن أن يكون بمثابة “لاصقات للشفاء” ويحدث ثورة في نتائج جراحة القلب للأطفال.
وقالت سونيا بابو نارايان، المساعدة الطبية ومديرة مؤسسة القلب البريطانية: “يمكن أن يقدم هذا الاختراق حلا يعني أن قلوبهم يتم إصلاحها مرة واحدة وإلى الأبد في عملية واحدة، ما يمنع الأشخاص من مواجهة مستقبل من العمليات الجراحية المتكررة ومنحهم هدية حياة أكثر سعادة وصحة”.